روسيا وإيران في ظل التداعيات الإقليمية و التحالفات الدولية ....إلی أين ؟

العالقات الروسية الإيرانية في خضم الأحداث و التداعيات الإقليمية و الشرق أوسطية تتجه نحو التعمق والتمكين في ظل تقارب مصالح البلدين علی الصعيدين العالمي و الإقليمي
روسيا وإيران في ظل التداعيات الإقليمية و التحالفات الدولية ....إلی أين ؟

لابد أن التحالفات بين أي دولتين تكون قائمة علی مجموعة من المعطيات ومن أهم هذه المعطيات هو نفوذ هذه الدولة و أمنها القومي و الغذائي وما إلی ذلك، هذا إذا مانظرنا إلی إلی المعنی الأوسع للتحالفات بينما في نطاق آخر تكون للتطورات الإقليمية أثر كبير علی تغير مسار التحالفات و تقويتها أو إضعافها حسب الظرف الراهن، و هنا نتناول العلاقات الروسية الإيرانية و التقاربات بين هاتين الدولتين في ظل التغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط حيث أن منطقة الشرق الأوسط هي من أكثر المناطق تأثيراً علی منظمومات العلاقات بين الدول فنری أن التحالف التاريخي بين سوريا و روسيا و إيران و سوريا لم يتوقف يوماً وخصوصاً في خضم الحرب الأخيرة التي نشبت في سوريا و هذا نظراً لسعي روسيا للوصول إلی المياه الدافئة منذ عهد روسيا القيصرية هذا من جهة و من جهة أخری جهود روسيا لإيقاف تمدد نفوذ أمريكا و حلف الناتو إلی الشرق و إنهاء حكم القطب الواحد علی العالم. أما إيران من هذه الناحية فلها أيضاً مآرب كثيرة منها بسط نفوذها علی العالم الإسلامي و إنهاء الإحتلال الغاشم لقبلة المسلمين الأولی وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المسلم بالإضافة إلی وقف الضغوط و العقوبات الأمريكي المستمرة و المتعاظمة علی الإقتصاد و الشعب الإيراني.

من هنا فإن تقارب المصالح هو من أهم العامل التي تؤدي إلی التقارب و التحالف بين الدول . فاليوم نشهد حرباً شعواء في أوكرانيا محورها هو وقف تمدد النفوذ الغربي نحو الشرق ووقف هذا التمدد هو هدف غالبية القوی الآسيوية من روسيا إلی إيران و الصين و غيرها من من الإقتصادات الآسيوية المتنامية.

فهذه الحرب الأوكرانية الروسية أدت إلی تبلور العديد من التحالفات منها تحالفات دول النفط العربية مع الأمريكان حفاظاً علی أمنها وبقاءها حتی أنها بدأت بالميل شيئاً فشيئاً لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني التاريخي للمنطقة العربية من أجل الإستمرار في خدمة أمراء العالم الحاليين من أمريكان و حلف ناتو فطالما أنها علی تحالف تكون فيه حصة الأسد للغرب فلا مشكلة طالما أنهم مع الأقوی نظرياً فالمقولة الشهيرة تقول أن (كلب الأمير أمير ) وبالطبع هذا الأمر لم يمنع بلد الحرمين الشريفين من استخدام حتی فريضة الحج من أجل خدمة مصالحه السياسية. وفي الجانب الآخر نتجت هناك الكثير من التحالفات و التقاربات الضمنية و العلنية بين الكثير من الدول الآسيوية منها روسيا و الصين و روسيا و إيران  ناهيك عن موقف الكثير من القوی الآسيوية المؤثرة مثل الهند و الباكستان من الأوضاح الحالية في المنطقة الآسيوية. بالطبع من أبرز ما تناقلته وسائل الإعلام في هذا الصدد هو التآلف الروسي الإيراني في كثير من المشاهد الدولية فكانت روسيا هي الراعي الرسمي للمفاوضات النووية الإيرانية ووقد أبدت تساهلات كثيرة فيما يتعلق بنسب تخصيب اليورانيوم لدی الإيرانيين أو تطوير منظومات الصواريخ الجوالة و بعيدة المدی علی الرغم من رغبة روسيا العارمة في حد النفوذ الإيراني في سوريا ، وهنا لابد من الإشارة إلی نقطة مهمة هي موقف إسرائيل من حرب أوكرانيا وإدانتها للهجوم الروسي علی أوكرانيا وهذا ما قوّی أوجه التقارب الإيراني الروسي.