أردوغان في السعودية لطوي ملف خاشقجي وبناء علاقات جديدة في ظل اقتصاد مضطرب

يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السعودية ويلتقي بالملك سلمان وولي العهد السعودي بعد قطيعة لأعوام منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر سفارته في اسطنبول.
أردوغان في السعودية لطوي ملف خاشقجي وبناء علاقات جديدة في ظل اقتصاد مضطرب

وبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، زيارة إلي المملكة العربية السعودية هي الأولي منذ نحو خمس سنوات، بعد توتر ساد علاقات البلدين بسبب قضايا عدة، أبرزها مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، واتهام الرياض أنقرة باحتضان قيادات من جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت النقطة التي أفاضت الكأس وأدت إلي تصاعد حدة الخلاف بين البلدين، حادث اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي عرف بانتقاده لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في تشرين الأول/أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، فاتّهم حينها الرئيس التركي "شخصيات سعودية نافذة" بإعطاء الأمر لتنفيذ عملية الاغتيال، لكنه استبعد العاهل السعودي من التهمة.

وكانت تركيا بدأت محاكمة غيابية في تموز/يوليو 2020 لـ 26 سعوديًا يشتبه في تورطهم بمقتل خاشقجي، إلا أنها نقلت الملف في 7 نيسان/أبريل إلي السعودية، ما يعني إسدال الستار علي القضية في تركيا.

في هذا السياق، يقول علي العنزي أستاذ مادة الإعلام بجامعة الملك سعود في الرياض، "إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعتبر في غاية الأهمية، خصوصا أنها تأتي بعد توتر في العلاقات بين البلدين كانت تركيا السبب فيه، بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية كمصر وسوريا وليبيا وحتي السعودية نفسها، وذلك من خلال دعمها للإخوان المسلمين وإثارة القلاقل في الوطن العربي، في فترة ما سمي بالربيع العربي" وفق تعبير المتحدث الذي أضاف أن كل تلك العوامل "بلغت بالعلاقات بين السعودية وتركيا مرحلة متدنية جدا، خصوصا بعد قضية جمال خاشقجي واستغلال تركيا لها سياسيا".

من جهته، يؤكد الباحث في الشأن السياسي التركي محمود علوش أن قضية خاشقجي كانت عقبة رئيسية في طريق إصلاح العلاقات، والخطوة التركية بنقل القضية إلي السعودية شكلت أساساً رئيسياً لإنهاء الخلافات وعقد لقاء بين أردوغان والأمير محمد بن سلمان.

ويري مراقبون أن زيارة أردوغان إلي السعودية قد تساهم في تهيئة الأرضية المناسبة لفتح صفحة جديدة في العلاقات، إلاّ أن إزالة الرواسب الناجمة عن أزمة خاشقجي تتطلب المزيد من الجهد لإعادة ترميم الثقة بين القيادتين السعودية والتركية. في هذا الإطار يري الباحث محمود علوش أنه يُمكن التنبؤ بأن العصر الجديد في العلاقات السعودية التركية سيتقوي في المرحلة المقبلة، مدفوعاً بشكل رئيسي برغبة البلدين في التعاون الإقليمي لاحتواء النفوذ الإيراني الذي يُتوقع أن يكتسب زخماً أكبر مع اتجاه إدارة بايدن إلي إعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران ورغبتها في دفع حلفائها في المنطقة إلي تشكيل تكتل لتولي مسؤوليات أكبر في إدارة الوضع الإقليمي في المستقبل.

المصدر: فرنس 24