أهالي جدة يودعون بيوتهم بالبكاء والكتابات التذكارية في ظل التهجير القسري

تداول ناشطون علی تويتر مشاهد إنسانية تبرز الطريقة التي ودع بها أهالي أحياء مدينة جدة المهجرون قسريا من منازلهم؛ تنفيذا لتوجيهات السلطات في السعودية بإخلاء المنطقة بدعوی "التطوير"، وهو المبرر الذي يكذبه الأهالي ويؤكدون أنه خطوة لتسليم الحي لمستثمرين.
أهالي جدة يودعون بيوتهم بالبكاء والكتابات التذكارية في ظل التهجير القسري

وتضمنت المشاهد، من ظل يلوح بالتحية والسلام علی الجيران والمنازل والشوارع، وآخر تشبث بجدار بيته وسقط باكيا علی فراقه، وثالث دون علی جدار محله التجاري أنه "يعز عليه فراقه"، وغيرها من المشاهد الأخری التي تبرز مدی غصة وألم أهالي جدة ورفضهم التهجير.

واعرب الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #هدد_جدة، من عمليات الهدم، ومحاولة شرعنتها عبر الأقلام المأجورة والإعلاميين والمذيعين، ممن يروجون إلی أن الأحياء عشوائية ومكتظة بمخالفين لنظام الإقامة والعمل في السعودية.

وتداول المواطنون مقاطع فيديو يلخص أصحابها معاناة أهالي أحياء جدة، بين استنكار الإساءة للأهالي ووصمهم بـ"العشوائية وتجارة المخدرات واتهامهم بالمخالفة القانونية"، واستهجان رفض بعض ملاك العقارات تسكين أهالي جدة، ودعوتهم للرفق بالأهالي ومعاناتهم.

ونشرت الكاتبة السعودية نورة الحربي، مقطع فيديو لأحد المواطنين يرد بقوة علی من يدعي أن إزالة جدة تستهدف أوكار المخدرات والمخالفين، مشيرا إلی أنها "إدانة للسلطة قبل أن تكون إساءة للأهالي".

وشدد المواطن أن "من يدعي أن جنوب جدة منتشر به الأمراض والأوبئة والجرب وأهلها كلهم أجانب وبيوتهم بدون سقوف، غير صادق"، مبيناً أن "منهم حفظة لكتاب الله، ومتعلمين ومتخصصين في الدين، وقضاة ومحامين ومعلمين وضباطا وطيارين ومهندسين، وبينهم أعضاء في مجلس الشوری".

كما نشر عبد الرحمن راضي السحيمي، مقطع فيديو لأحد الشباب يشكو صاحبه من التعامل العنصري مع أهل غليل والكرنتينا والقريات والجنوب، ويرفضون تسكينهم في أملاكهم، معقبا بالقول: "من حق صاحب العقار يرفض إسكانكم طالما ذباب النظام يقول إنكم تجار مخدرات ووكر للدعارة (أخي تجد الجواب عند الحكومة)".

ولخص المغرد "أثير" الوضع قائلا: "شعب يتأمل بتأمين الإسكان بالمجان فتفاجأ بهدم مساكنه".

ونشرت "لجنة أهالي جدة"، فيديو لأحد المهجرين يتشبث بجدران منزله باكيا، معلقة بالقول: "البيوت ليست مجرد جدران بل ذكريات وصحبة وجيران أصبحوا جزءا من العائلة ومن المستحيل نسيانهم بيوم وليلة".