هل أصبحت الإمارات دولة غير آمنة في ظل تهديدات الحوثيين؟

يستمر العنف بين الإمارات والحوثيين بقصف متبادل بين الطرفين كان آخرها استهداف مواقع حساسة في العمق الإماراتي بحسب مزاعم ميليشيا الحوثي.
هل أصبحت الإمارات دولة غير آمنة في ظل تهديدات الحوثيين؟

وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في 24 يناير/ كانون الثاني 2022، أنها اعترضت ودمرت صاروخين باليستيين أطلقتهما مليشيا الحوثي في اليمن، وسقطت بقاياهما في مناطق متفرقة حول إمارة أبوظبي، مضيفة أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا.

فيما نشر التلفزيون السعودي مشاهد تظهر آثار الدمار الذي خلفه القصف الحوثي علي عسير وجازان، وأعلن الدفاع المدني إصابة مقيمين اثنين من الجنسيتين السودانية والبنغالية، إضافة إلي أضرار مادية.

جاء هذا رغم إعلان مليشيا الحوثي قصفها للمرة الثانية في أسبوع "مواقع حساسة في عمق أبوظبي".

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيي سريع، إنهم "استهدفوا مواقع حساسة في الإمارات بينها قاعدة الظفرة الجوية التي تضم قوات أميركية، وسبق ذلك قصف جازان وعسير جنوبي السعودية".

ويأتي الهجوم الجديد علي الإمارات بعد أسبوع من قصف تبناه الحوثيون علي أبوظبي في 17 يناير، استهدف مطار العاصمة وصهاريج نفطية، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين.

وحذر سريع، في بيان متلفز، الشركات الأجنبية في الإمارات، ونصحها بالمغادرة لأنها أصبحت دولة غير آمنة، مؤكدا جاهزيتهم لتوسيع عملياتهم في المرحلة القادمة، علي حد تعبيره.

ويري مراقبون أن مليشيا الحوثي أرادت من إعلانها قصف أبوظبي قبل أسبوع، تخفيف الضغط علي قواتها التي تخوض منذ مدة معارك شديدة في المحافظات الجنوبية مع قوات تدعمها الإمارات، ومن ثم تحييد الأخيرة من المشهد اليمني وفرض رؤيتها الخاصة هناك.

فيما لا يستبعد آخرون أن يكون قصف أبوظبي تم عبر أذرع إيران في العراق وليس من اليمن، والتحالف السعودي الإماراتي تبني الرواية الحوثية رغبة منه في توجيه رد عسكري شامل سيفسر علي أنه مشروع، وأنه من قبيل التخادم بين الإمارات والحوثيين، لا سيما وسط اتهامات لأبوظبي بدعم المليشيا.

وتداول ناشطون عبر تويتر، مقاطع مصورة للحظة سقوط صاروخ في أبوظبي وإحداثه انفجارا بعكس رواية الإمارات الرسمية التي زعمت تدمير كل صواريخ الحوثي، متوقعين انسحاب المستثمرين من الإمارات.

وعبر تغريداتهم  في وسوم عدة أبرزها #الإمارات_غير_آمنة، وجه ناشطون أصابع الاتهام مباشرة إلي إيران باستهداف العمق السعودي والإماراتي عبر ذراعها العسكري في اليمن.

وتداول ناشطون تصريحا لعضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، يعلن فيه أن الإمارات ستكون ساحة معركة عسكرية كبيرة، والأفضل لهم أن يبحثوا عن أماكن للاحتماء، مطالبين بإنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ مارس/ آذار 2015.

فيما سخر آخرون من زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2021 إلي طهران في مسعي لاستعادة وتعزيز العلاقات.

ونشر رئيس المعهد الأووبي للقانون الدولي، المصري محمود رفعت سلسلة تغريدات بخصوص الاستهداف الحوثي، أولها مقطع فيديو للحظة سقوط صاروخ حوثي في أبو ظبي، مؤكدا كذب رواية الإمارات الرسمية بصد الهجوم.

وأشار إلي أن مطار أبو ظبي خارج الخدمة بفعل قصف أهداف عسكرية في أبوظبي، و"يبدو أن تحذير الشركات الأجنبية لم يكن من باب العبث، كما يبدو أن التطورات ستتزايد بشكل سريع جدا خلال الأيام القلية القادمة".

وساخرا بالحال في الإمارات، قال الصحفي الإيراني محمد غراوي: "يحكي أن طحنون بن زايد جالس يمزق بالصور التي تجمعه بالإيرانيين في زيارته الأخيرة إلي طهران".

وكتب مغرد آخر أن "الإمارات والسعودية واليمن، ضرب اقتصاد من تحت الحزام، وسط استنكار أميركي وتحذير للأميركان بتوخي الحذر ولا حلول".

وأكد أن أميركا ورطت السعودية والإمارات، ووقفت للفرجة عليهما، ومليشيات (الحوثي) ليس لديها ما تبكي عليه.

وأكد ناشطون أن الحوثيين مجرد أداة بيد طهران يأتمرون بأوامرها، مطالبين الإمارات بتفعيل أدواتها للرد علي الهجوم الحوثي.

وقال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب إن الحوثيين مجرد مليشيا، إيران تخطط لهم وتدعمهم بالمال والسلاح، والذنب يحركه الرأس.

وأشار إلي أن الإمارات تعلم بأن إيران تدعم الحوثي، وتعلم بأن هذه الضربات تأتي بأوامر من إيران، متسائلا: "لماذا لا تقطع علاقاتها التجارية والاقتصادية والأمنية مع طهران؟".

وناشد الإعلامي عاطف دلقموني العرب قائلا: "افهموا رسالة إيران من خلال ما يفعل الحوثي علي الأرض، وارفعوا أيديكم عن اليمن حتي يعمل أهلها علي حل مشاكلهم بأنفسهم، والحوثي جزء من الشعب اليمني مهما اختلفنا معه".

وشدد ناشطون علي ضرورة إنهاء الحرب،  مشيرين إلي أن الحرب باتت غير متكافئة.

ورأي أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد مختار الشنقيطي أن سفهاء أبوظبي في ورطة لا سابق لها، وفترة عنجهيتهم ويدهم الباطشة المسلطة علي رقاب الشعوب العربية قد ولت إلي غير رجعة. 

وأكد أن الأفضل للجميع وقف الحرب في اليمن، ومنح الشعب اليمني فرصة التعافي، واستيعاب طموحات الحوثيين بالوسائل السياسية، بدلا من الاستمرار في حرب عدمية توشك أن تحرق الجميع.

وقال البرلماني الكويتي رشيد الفعم إن الهجوم علي الإمارات من بعد السعودية من قبل الحوثيين هو هجوم علي المنظومة الخليجية ورسائل مباشرة لها، لذلك دول مجلس التعاون مطالبة بزيادة الحزم والعمل العسكري الموحد ضد عبثية الحوثي وأفكاره.