مسلسل الاختيار3 يثير الجدل في مصر في ظل التردي الاقتصادي للبلاد

في ظل الانتقادات المتواصلة ضد رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، بثت أولی حلقات مسلسل "الاختيار 3" المنتج من قبل شركة "سينرجي للإنتاج الفني" التابعة للمخابرات العامة، في أول أيام رمضان.
مسلسل الاختيار3 يثير الجدل في مصر في ظل التردي الاقتصادي للبلاد

وأثارت الحلقة الأولی غضب وسخرية واستهجان ناشطين علی "تويتر"، خاصة اختيار الشخصيات التي جسدت شخصية السيسي والرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي وغيرهم، مؤكدين أن الحلقة "كانت مليئة بالزيف والكذب والمغالطات وتشويه التاريخ". 

وأعربوا عبر تغريداتهم علی حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #الاختيار3، عن استيائهم من الطريقة التي جسد بها الممثل صبري فواز شخصية مرسي وتحويل ملامحه إلی نظرة اشمئزاز وتشويه ابتسامته في محاولة للإساءة إلی مرسي وتنفير المشاهدين من رؤيته.

وأكد ناشطون أن شخصية الرئيس الراحل مرسي مكتوبة بإجحاف، مشددين علی أن مرسي "كان الاختيار الحر لشعب مارس الحرية مرة واحدة في تاريخه، وكل من عدا ذلك انقلاب وقتل وإجرام، وتكميم، وسجون، وتعذيب".

وأثنوا علی أنه رغم بشاعة العمل الدرامي، إلا أنه رفع ذكر مرسي وكان فرصة ليترحم عليه الآلاف من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، مشيرين إلی أنه "جاء ليجمع القلوب والدعوات الصادقة له رغم ما حمله من إساءة وامتهان لشخصه". 

وذكر ناشطون أن العسكر انقلبوا علی مرسي وسجنوه ومنعوا عنه الدواء وأهملوه طبيا حتی توفاه الله، ساخرين من الطريقة التي جسد بها الممثل ياسر جلال لشخصية السيسي وما يحمله من مبالغة في الأداء وترقيق للصوت وإعادة للكلمات.

وأشار ناشطون إلی أن المسلسل يهدف لخدمة فكرة واحدة ونظام واحد وتحسين صورة شخص واحد، حتی يظهر في صورة البطل المغوار الذي أنقذ البلاد من مصير مجهول.

وبرز حديث الناشطين عن الأزمات التي ورط فيها السيسي البلاد منذ وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري علی الرئيس الشرعي مرسي في يوليو/تموز 2013، مؤكدين أن المسلسل "يهدف إلی تلميع صورته وتزييف الحقائق والعبث بالتاريخ".

وأكد الحقوقي أسامة رشيد أن "عقدة الشرعية وحجم الأدلة التي تكشفت حول جريمته وغدره تجعله مأزوما ويحاول ترسيخ روايته الساقطة!"، مذكرا بأن "قديما قال خبراء الجريمة المجرم يحوم حول جريمته، والسيسي تآمر بإسناد صهيوني وبعض ممالك الخليج الذين أرعبتهم ديمقراطية مصر للاستيلاء علی السلطة بالمذابح التي ارتكبها لقمع الشعب".

وتهكم رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، علی المسلسل قائلا إن "الذين فشلوا في الحياة ونشروا الفقر والبؤس بين الناس في الواقع، وأغرقوا البلاد في الديون، وجعلوها تعيش علی التسول، يتصورون أنهم يمكن أن يقنعوا الناس بنجاحهم وروعة حكمهم البائس بمسلسل تليفزيوني!".

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بتحول المسلسل إلی "مادة للسخرية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في دلالة علی رفض الروايات الموجهة"، مستنكرين علی الممثلين المشاركين في العمل "انحدارهم إلی هذا المستوی الأخلاقي وقبولهم بالمشاركة فيه".

الصحفي عمرو خليفة، أكد أن "أجمل حاجة في الشعب المصري أنه أذكی بمراحل عن نظرة الحاكم المتعجرف له"، مخاطبا القائمين علی الاختيار3 بالقول: "سترون أياما سوداء، لأن عقل هذا المحلل مستشف كم أفيهات غير مسبوقة علی حسابكم".

وأشار الحقوقي عمرو عبدالهادي، إلی أنه "لم يشاهد أي جزء من مسلسل الاختيار التابع للشؤون المعنوية والمخابرات الحربية"، لافتا إلی أن "السخرية والتهكم علی الحلقة الأولی من الجزء الثالث التي عرضت عالمية".

وأضاف: "لسه 29 حلقة.. ياه يا السيسي حتی في رمضان عامل أراجوز للناس، غالبا هو سيحبس ياسر جلال أو يعتزل بعد كمية الألش دي (السخرية)".

 

المصدر: الاستقلال